أسواق الأسهم العالمية- مكاسب أوروبية وأمريكية وسط تباين آسيوي

شهدت الأسواق المالية العالمية هذا الأسبوع أداءً متبايناً، حيث حققت الأسهم الأوروبية والأمريكية مستويات قياسية مدفوعة بتوقعات متزايدة للأرباح وبيانات اقتصادية مشجعة، في حين تراجعت الأسهم الآسيوية وسط مخاوف بشأن الإجراءات التنظيمية الصينية وتفشي المتحور دلتا من فيروس كورونا بوتيرة متسارعة.
فقد ارتفعت الأسهم الأوروبية إلى قمم غير مسبوقة خلال تعاملات الأمس، مسجلة الأسبوع الرابع على التوالي من المكاسب، وذلك بفضل حالة من التفاؤل تسود الأوساط الاقتصادية حيال موسم أرباح قوي وانتعاش اقتصادي مستمر من التباطؤ الناجم عن الجائحة.
ووفقاً لـ "رويترز"، ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة طفيفة بلغت 0.2 في المائة ليلامس مستوى قياسياً جديداً عند 476.16 نقطة للجلسة العاشرة على التوالي. ويشير هذا الأداء المتميز إلى أن المؤشر قد سجل أطول سلسلة مكاسب له منذ كانون الأول (ديسمبر) من العام 2006.
وعلى الرغم من تباطؤ وتيرة المكاسب نسبياً بسبب ضعف التداول الموسمي في فصل الصيف، إلا أن المؤشر تمكن من تسجيل سلسلة من تسعة أيام من المكاسب المتتالية سبع مرات خلال الخمسة عشر عاماً الماضية.
وبشكل لافت، تجاوز مؤشر داكس الألماني حاجز الـ 16 ألف نقطة للمرة الأولى في تاريخه، بينما اقترب مؤشر كاك 40 الفرنسي من أعلى مستوى له منذ ما يقرب من 21 عاماً.
وفي الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، افتتح مؤشرا داو جونز وستاندرد آند بورز 500 تعاملات الأمس عند مستويات قياسية مرتفعة، وذلك عقب إعلان شركة والت ديزني عن نتائج مالية فاقت توقعات المحللين. كما ساهمت المؤشرات التي تدل على فتور التضخم والانتعاش القوي لأرباح الشركات في الحفاظ على مسار صعودي للمؤشرات للأسبوع الثاني على التوالي.
وعند الافتتاح، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 51.71 نقطة، أي ما يعادل 0.15 في المائة، ليصل إلى 35551.56 نقطة، بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بواقع 4.01 نقطة، أو 0.09 في المائة، ليصل إلى 4464.84 نقطة. في المقابل، انخفض مؤشر ناسداك المجمع بمقدار 8.81 نقطة، أو 0.06 في المائة، ليصل إلى 14825.07 نقطة.
تجدر الإشارة إلى أن مؤشري داو جونز وستاندرد آند بورز 500 قد حققا مستويات إغلاق قياسية لليوم الثالث على التوالي في اليوم السابق، مدفوعين بصعود أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، في الوقت الذي كان فيه المستثمرون يترقبون بيانات الوظائف التي أشارت إلى استمرار التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة.
وقادت أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "أبل" و"مايكروسوفت" و"أمازون دوت كوم" و"ألفابت" (الشركة الأم لـ "جوجل") و"فيسبوك"، التي تمثل مجتمعة ربع رأس المال السوقي لمؤشر ستاندرد آند بورز 500، الأسهم على مؤشري "ستاندرد آند بورز" و"ناسداك" الذي يتمتع بوزن كبير لأسهم التكنولوجيا. كما شهدت أسهم شركات "تسلا" و"إنفيديا" و"مودرنا" ارتفاعاً ملحوظاً في يوم شهد تفوق الأسهم المنخفضة على الأسهم الرابحة.
أما في آسيا، فقد سادت حالة من التباين في أسواق الأسهم خلال تعاملات الأمس، وذلك قبيل صدور المزيد من البيانات الاقتصادية الإقليمية التي من شأنها أن تلقي الضوء على كيفية تأثير المتحور دلتا في النمو الاقتصادي.
وفي اليابان، أغلق مؤشر نيكاي الياباني على انخفاض خلال تعاملات الأمس، متأثراً بتراجع أسهم الشركات المرتبطة بالرقائق التي اقتفت أثر نظيراتها الأمريكية، إلا أن سهم "ريكروت هولدينجز" ذو الثقل ساهم في الحد من الخسائر بفضل ارتفاعه القوي.
وهبط مؤشر "نيكاي" بنسبة 0.14 في المائة ليغلق عند 27977.15 نقطة، في حين ارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بنسبة 0.15 في المائة ليصل إلى 1956.39 نقطة. ومع ذلك، فقد حقق "نيكاي" مكسباً للأسبوع الثاني على التوالي.
وأشار كينتارو هاياشي، كبير الخبراء الاستراتيجيين لدى "دايوا" للأوراق المالية، إلى أن "الأسواق الأمريكية لم تظهر قوة، إذ انزلقت إلى منطقة سلبية خلال الجلسة". وأضاف أن ضعف أسهم الرقائق الأمريكية قد ضغط على معنويات المستثمرين، إلا أن الأسهم الدفاعية حافظت على قوتها، وعلى رأسها سهم "ريكروت هولدينجز" في قطاع الخدمات.
وقفز سهم "ريكروت هولدينجز" بنسبة 10.01 في المائة بعد أن فاقت توقعات معدلة للأرباح السنوية لشركة التوظيف والنشر متوسط توقعات المحللين.
كما قفز سهم "جيه.إف.إي هولدينجز" بنسبة 9.32 في المائة بعد أن رفعت شركة صناعة الصلب توقعاتها لصافي الأرباح السنوية إلى الضعف.
في المقابل، تراجعت أسهم شركتي إنتاج معدات تصنيع الرقائق طوكيو إلكترون وأدفانتست بنسبة 1.85 في المائة و4.73 في المائة على التوالي، إذ انخفض مؤشر "فيلادلفيا" لأشباه الموصلات الأمريكية للجلسة السادسة على التوالي في اليوم السابق.
وتصدرت شركات التكرير قائمة الشركات الأكثر انخفاضاً بين 33 مؤشراً فرعياً للقطاعات في بورصة طوكيو، وذلك مع تراجع أسعار النفط. كما هبط قطاعا النقل الجوي والبري في ظل استمرار انتشار جائحة كوفيد - 19 في اليابان.
وهبط سهم "توشيبا" بنسبة 4.37 في المائة على الرغم من عودة الشركة إلى الربحية، إذ ذكرت الشركة العملاقة التي عانت من فضيحة "أنها تعكف على اختيار مرشحين لشغل منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة بشكل دائم".
وفي كوريا الجنوبية، بلغ مؤشر سوق الأوراق المالية الكوري "كوسبي" 3171.29 نقطة، مسجلاً انخفاضاً قدره 37.09 نقطة بنسبة 1.16 في المائة عند إغلاق تعاملات الأمس.
بينما بلغ مؤشر كوريا الآلي لتحديد الأسعار للمتعاملين في الأسهم "كوسداك" 1040.78 نقطة، مسجلاً انخفاضاً قدره 13.31 نقطة بنسبة 1.26 في المائة.
وفي باكستان، أنهى مؤشر بورصة كراتشي، كبرى أسواق الأسهم الباكستانية، جلسة تداولات الأمس على تراجع بنسبة 0.21 في المائة، أي ما يعادل مائة نقطة، ليقفل عند مستوى 47169 نقطة.
وقد بلغ حجم الأسهم المتداولة 56393997 سهماً، وشهدت التداولات أسهم 365 شركة، ارتفعت منها قيمة أسهم 147 شركة، وتراجعت قيمة أسهم 194 شركة، واستقرت قيمة أسهم 24 شركة.
وفي العالم العربي، انخفض الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المدرجة في البورصة الأردنية بنسبة 1.8 في المائة، ليختتم تداولات الأسبوع عند مستوى 1999.8 نقطة.
وبلغ المعدل اليومي لحجم التداول في بورصة عمّان خلال الأسبوع الماضي نحو 6.3 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 6.8 مليون دينار أردني في الأسبوع السابق، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 7.4 في المائة. فيما بلغ حجم التداول الإجمالي الأسبوعي نحو 25.1 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 27.5 مليون دينار أردني للأسبوع السابق. في حين بلغ عدد الأسهم المتداولة التي سجلتها البورصة خلال الأسبوع الماضي 15.1 مليون سهم، نفذت من خلال 11147 صفقة.